منذ استحواذ (ايلون ماسك) على تويتر وهو يقوم بتعديلاته المستمرة على تجربة المستخدم حتى أن تويتر اليوم لن يكون هو تويتر الأمس ربما نتفق أو نختلف هل تغير للأفضل أم للأسوأ ولكن سنتفق أنه اختلف عما كنا نعرفه سابقا وبشكلٍ شخصي لم أعد أُجد التعامل مع تويتر ولا فهم طريقة عمله عدا كونه وسيلة إخبارية وأنا شخص لا يحب الأخبار ولا يتابعها ولأكون صريحا فأنا لم أفهم تويتر من قبل دخول (ايلون ماسك) ليترأس مجلس إدارته.
ما نعلمه يقينا أن تويتر لن يسقط وما يمرّ به حاليا مجرد كبوة جواد رغم وجود أفضل شخص يترصد كبوات الجياد ويستغلها (مارك زوكربيرغ) وقد حاول سريعا استغلال تخبطات إدارة تويتر الحالية وقام بإنشاء منصة منافسة لها سماها ثريدز مرتبطة بانستغرام ولعل هذا الارتباط سيكون مبطئا أو مثبطا لنجاح هذه المنصة الجديدة.
برأيي كعابر منصات متجول منذ 2010 تقريبا أن نجاح منصة ثريدز لن يكون إلا بصنع أصنامها الخاصين فلن يغادر كبار المتابَعين أبراجهم والجماهير من حولهم للبحث عن مجدٍ في منصةٍ جديدة قد تنجح بهم أو بدونهم وقد لا تنجح كما يقول المثل الشعبي “خلّك على حنّاك يحنى:ومعناه أن تنتظر وتعطي الحنّاء وقته وتصبر عليه حتى يتحول للون الأحمر الحاني” وثريدز يحتاج صبرا وهوامير تويتر سيصبرون على تويتر ولن يخذلوه من أجل وهم قد لا يعطيهم ما أعطاهم تويتر من الجماهيرية والمكانة أمّا معاملة ثريدز على أنه تويتر الجديد ستقتله في مهده فهناك محمد عبده واحد وميسي واحد وتويتر واحد.
ولن يكون لثريدز نجاح حقيقي وهو يكمل ارتباطه بانستغرام حتى لو انتقل هوامير انستغرام بمتابيعهم خلفهم فلن يعتبر هذا نجاحا والنجاح يكمن باستقلالية ثريدز واستقلالية هواميره ومتابعيه ومحتواه وطريقة تفاعل الناس معه.
ثريدز فرصة جديدة لصناع محتوى جدد يقدمون محتوى مختلفا على طريقتهم وليس على طريقة تويتر أو انستغرام وستكشف لنا الأيام عن نوع جديد من صناع المحتوى يجيدون تسخير إمكانيات ثريدز لصالحهم.
حتى هذه اللحظة يبدو ثريدز مزيجا من أغلب منصات التواصل فلا هوية واضحة له وهذا الأمر يجعل الحكم على نجاح المنصة من عدمه أمرا يجب تأخيره لبعض الوقت على الأقل حتى ينضج ثريدز أو ايلون ماسك.
ما أعلمه يقينا أن ثريدز لن يفشل كما أن تويتر لن يسقط لكن ربما يكون هذا تحدٍ حقيقي لايلون ماسك يجعله يعيد التفكير في طريقة تعامله مع تويتر وجمهوره.
آمل ألا تغضب مني عزيزي القارئ إن لم تجد هذه المقالة مفيدة فهي محاولة بائسة للتعبير عمّا بداخلي اتجاه صراع العروش القائم حاليا بين منصات التواصل ونحن الجنود المجهولون في هذا الصراع وأنا أعلم أن الاختلاف يفسد للود قضية لكن ليس في هذه الحالة.
طارق الصميلي
Discussion about this post
No posts