يبدو أن حماس البدايات أخذني عندما قرت محاولة كتابة المقالات أو التدوينات (سمّها ما شئت) والشعور بالفراغ في إجازتي فاندفعت نحو الكتابة أقنص المواضيع وأسهب في التحليل ثمّ ما لبثت أن عدت للعمل ومزاولة الروتين الذي يمتلئُ به جدولي اليومي متخليا عمّا بدأتفيه من كتابة بطريقة أو بأخرى.
لا أقول أن جدولي اليوميّ مزدحم لكنّ هذا ما أسكّن به ضميري عندنا أبصر هدر الوقت في عمل اللاشيء لكنْ قررت أن أستغل هذا الوقت المهدر بعمل شيء أحبه وهو الكتابة.
قررت زيادة ساعات الكتابة اليومية والتنوع في أشكالها والخروج قليلا من النمط الشعري الذي أرتاح عند كتابته ومن وقتها لم ألتزم جديا بما قررت القيام لكنه ما زال هاجسا وأصبح يتخلل وقتي شيئا فشيئا وهذه بادرة جيدة وإن كان التقدم بطيئا.
يبدو أنّ الكتابة الموزونة أصبحت طاغيةً على قلمي حتّى شقّ عليه أن يسير بخطىً عشوائية ويترنح يمنةً ويسرة إنّما خطواته مموسقة حسب التفاعيل ترقّصه حيث شاءت وحسب قوانينها.
مؤخرا كتبت عدّة قصائد على بحر الخفيف تكفي لإصدارها في مجموعة مستقلّة وهذا مغايرٌ لما اعتدته من استثقاله وتجاوز ماكتبته عليه سابقا من نصوص تعدّ على أصابع اليد الواحدة وربمّا الدُّربة غير المقصودة قالت كلمتها حتى بلغت مرحلة متقدمة من استحضار هذا البحر فكلّما تسللت جملةٌ شعرية لقلبي وجدتها تبدأ بـ”فاعلاتن
”.
ما أريده لقلمي أنْ يكون سلسا طيّعا ينثر الموزون ويزن المنثور أعطيه مساحته ويمنحني مساحتي ونحلّق بجناحين في سماء الكتابة لاجناح.
طارق الصميلي