مثلما تملؤ الفضاءَ الكآبَةْ
وكما تفقد الجهاتُ الرحابَةْ
كان صدري يضيق شيئا فشيئا
وحياتي تميل نحو الرتابَةْ
هطل الليل من أعاليه نحوي
ورأى في مواجعي ما أرابَهْ
لم أعد صالحا لشيءٍ
فروحي عالَمٌ معتمٌ
وقلبي خرابَةْ
لم أجد للخلاص منه طريقا
الوجودُ الذّي عليّ تشابَهْ
النهايات كلها لا تؤدّي
والبدايات لم تعد مستطابَةْ
عابرٌ في الحياة أقضي نصيبي
من شقاءٍ أعيشهُ كالصبابَةْ
وأمنّي مواجعي بختامٍ
حين يُروى تفيض منه الغرابَةْ
وإذا حطّ بي من الوقت حزنٌ وتمادى
أميل نحو الكتابَةْ
لم أمل "للخفيف" إلا لأني
مثله مثقلٌ بعبء الصلابَةْ
كنت قوسا تسيل منه الأغاني
صرت قوسا تُشيحُ عنه الربابَةْ
عندما لم يعد لعزفيَ معنى
لم أعد حينها بنفسيَ آبَهْ
أُكملُ المشي في الحياة فضولا
ربّما يدرك الطريقُ سرابَهْ
مشفقا بالرفاق أنذر عمري
كَنَبِيٍّ يشيل همَّ الصحابَةْ